حكى لنا رفقاء المخرج الراحل سيد سعيد الملقب بـ«القبطان» عن حجز آخر أفلام الراحل من قبل وزارة الثقافة، وهى النقطة التى انطلقنا منها للبحث عن الحقيقة
تحرير:محمد عبد المنعم٢٧ أبريل ٢٠١٩ - ٠٨:٠٠ م
في أثناء وجودنا أمس فى عزاء الراحل سيد سعيد، الذي أقيم فى دار المناسبات التابعة لمسجد عمر مكرم، بحضور أهله وبعض أصدقائه والمثقفين وعدد من صانعي الأفلام القصيرة والتسجيلية، إضافة إلى مدير التصوير الكبير محمود عبد السميع، والسياسي جورج إسحاق والكاتب الصحفي محمد شعير. التقينا اثنين من رفاقه، اللذين تحدثا عن علاقتهما بالراحل، وكيف كان سعيد شغوفا بالفن، وصناعة الأعمال الوثائقية، وكتاب الأبحاث، وفاجأنا الثنائي بأن سيد له فيلم يحمل اسم «تعظيم سلام»، وهو آخر ما قدمه للفن والسينما، حيث إن إنتاجه كان قليلا جدا، فقدم فيلما روائيا واحدا يحمل اسم «القبطان».
«تعظيم سلام» حسبما حكى رفاق سعيد، حُجزت النسخة الأصلية منه من قبل وزارة الثقافة، وكان يمتلك «سعيد» نسخة منه بالفعل، ولكنها كانت رديئة وبها بعض الرتوش، ويتحدث الفيلم عن الاقتصادي الكبير طلعت حرب وتجربة بنك مصر، ويكشف نقاطاً كثيرة فى تناوله السريع والشامل لحياة الاقتصادي المصري
«تعظيم سلام» حسبما حكى رفاق سعيد، حُجزت النسخة الأصلية منه من قبل وزارة الثقافة، وكان يمتلك «سعيد» نسخة منه بالفعل، ولكنها كانت رديئة وبها بعض الرتوش، ويتحدث الفيلم عن الاقتصادي الكبير طلعت حرب وتجربة بنك مصر، ويكشف نقاطاً كثيرة فى تناوله السريع والشامل لحياة الاقتصادي المصري طلعت باشا حرب، صاحب النهضة الاقتصادية الحديثة بعد محمد على، التى تمثلت فى الكثير من الكيانات الإنتاجية الضخمة التى أثرت فى عجلة اقتصادنا لفترات طويلة بطرق إيجابية، بداية من الاكتفاء الذاتى والبعد عن الاستيراد، ونهاية بالتصدير من خلال الكثير من الشركات، ومنها شركة غزل المحلة. وكيانات اقتصادية كثيرة حلم بها طلعت حرب وحققها مع انتصاره فى حربه بإنشاء بنك مصر الذى دعم وأسهم فى تأسيس هذه المؤسسات.
وتمنى أصدقاؤه لو أفرجت عنه وزارة الثقافة وسمح للجمهور برؤيته، وفي أثناء بحثنا عن الفيلم وجدنا أنه عرض عام 2011، فى مركز إبداع بيت السحيمي، كما أقيم له أيضا عرض خاص فى «جمعية نقاد السينما المصريين» فى نهاية عام 2018 بحضور سيد سعيد، وأدار الندوة الناقد محسن ويفي.
تواصلنا مع «ويفي» لمعرفة حقيقة ما حدث مع الفيلم، فأخبرنا أن الخلاف الناشئ على الفيلم كان بسبب الميزانية التى استخدمها سعيد فى إنتاجه، موضحا أن العمل تابع لشركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات، وإنتاج المركز القومي للسينما، وكشف أنه كان في البداية إعلانا متفقا عليه وعلى مدته لبنك مصر.
سعيد لم يلتزم بالمدة المحددة له فى الإعلان وقام بعمل فيلم تسجيلي تجاوز الـ50 دقيقة، حسبما قال «ويفي»، موضحا أن هذا هو السبب فى حجز العمل، وعدم خروجه للجمهور للعام، وقال: «لم يمنعنا أحد حينما عرضنا العمل، وإذا أقمنا له عرضا فى سينما زاوية فلن يمانع أحد، أيضا»، ولفت إلى أنه بعد ذلك تم خروج حملات موازية للفيلم للبنك، مثل طلعت حرب راجع وغيرها، وأكد فى النهاية أنه لا يعرف إذا كان خلاف الميزانيات ما زال موجودا أم لا، وأن الجهة المسئولة عن هذا، هي المركز القومي للسينما، المنتج للعمل.
الفيلم لا يحكي فقط قصة رائد الاقتصاد المصري العظيم «طلعت حرب» ولا يطلعنا على تفاصيل واقعية تاريخية صغيرة عن مكان نشأته ولمحات من حياته عبر التجول في أماكن نشأته وإقامته وشهادات أحفاده، وإنما يأخذنا إلى أعماق ووقائع ما وراء ما فعله «طلعت» من أحداث ولقطات تاريخية.
حكت لنا ابنة الراحل، وهي تعمل مخرجة، أنها سوف تنتج فيلما وثائقيا عن الراحل، وربما سنشاهد قصة فيلم «تعظيم سلام»، من خلاله خاصة أن سيد سعيد أعماله ليست كثيرة، فقد قدم للتليفزيون مسلسلي «تمساح البحيرة» عام 1995، و«رحلة إلى الشمس» وهو عمل مخصص للأطفال أنتج عام 1981، فضلا عن بعض الأعمال السينمائية القصيرة ومنها «الشاهد والقضية»عام 1975، والفيلم التسجيلي الطويل «تعظيم سلام» عام 2011، عن حكاية طلعت حرب كوجه من أبرز وجوه الوطنية.