اندلع حريق هائل صباح اليوم الخميس في سوق الخضار بمنطقة العتبة، وتمكنت قوات الحماية المدنية بالقاهرة من إخماده في عملية إطفاء استغرقت نحو 5 ساعات
تحرير:سماح عوض الله٢٧ يونيو ٢٠١٩ - ١٢:٤٥ م
خراب ودمار في كل الأرجاء، رائحة الدخان تطبق على الأجواء، برك المياه تغرق الشوارع مختلطة بأخشاب متفحمة تفترش الأرض، مرارة الخسارة ومشاقها تسيطر على الحضور بعد 5 ساعات من الرعب الممزوج بالحزن. تصف هذه الكلمات الأوضاع بسوق الخضار في منطقة العتبة، التي التهمت ألسنة النيران محتوياتها صباح اليوم الخميس، حتى إن الأجهزة المعنية لا تقوى على حصر الخسائر ولو بشكل مبدئي؛ بسبب صعوبة الموقف ومخاوف تجدد ألسنة النيران في الحريق الهائل الذي استيقظ عليه الأهالي وكأنه "كابوس".
"التحرير" انتقلت إلى محل الحريق لرصد ما يجري على أرض الواقع والوقوف على الملابسات الكاملة ومتابعة جهود رجال الحماية المدنية بالقاهرة جنبا إلى جنب مع قوات الشرطة.
في الخامسة صباح اليوم بدت الأمور طبيعية في منطقة سوق الخضار الممتدة من شارع الأزهر إلى محمد علي من الجهة الأخرى، طقس حار في انتظار الباعة
"التحرير" انتقلت إلى محل الحريق لرصد ما يجري على أرض الواقع والوقوف على الملابسات الكاملة ومتابعة جهود رجال الحماية المدنية بالقاهرة جنبا إلى جنب مع قوات الشرطة.
في الخامسة صباح اليوم بدت الأمور طبيعية في منطقة سوق الخضار الممتدة من شارع الأزهر إلى محمد علي من الجهة الأخرى، طقس حار في انتظار الباعة وأصحاب الباكيات الخشبية، لكن بحثهم عن الرزق يضطرهم للنزول رغم ارتفاع درجة الحرارة، إلا أن فاجعة كانت في انتظارهم صبيحة ذلك اليوم، على أثر اندلاع حريق هائل في منطقة السوق، ليتجمع الأهالي فور رؤيتهم ألسنة النيران ترتفع والأدخنة تلوح في الأفق.
مشرف غرفة عمليات الحماية المدنية بالقاهرة تلقى إشارة من إدارة شرطة النجدة بنشوب حريق في سوق الخضار ليخطر اللواء أسامة فاروق مدير الإدارة العامة للحماية المدنية بالقاهرة الذي دفع بـ10 سيارات إطفاء إلى موقع البلاغ.
مع وصول القوات إلى موقع الحريق بدت الأمور أكثر صعوبة ليقرر مدير الحماية المدنية الدفع بتعزيزات إضافية للسيطرة على الحريق والعمل على تقليل حجم الخسائر، وامتدت عملية الإطفاء إلى نحو 5 ساعات، بحسب أحد ضباط الحماية المدنية المشاركين في الإطفاء، بينما تجري عملية التبريد لمنع تجدد اشتعال النيران وسط انتشار أمني لقوات الأمن التي فرضت كردونا أمنيا لمنع دخول المواطنين موقع الحريق حرصا على سلامتهم.
يقول الضابط في تصريحات لـ"التحرير" إن 37 سيارة إطفاء وخزانات مياه إستراتيجية شاركت في عملية السيطرة على الحريق، بالإضافة إلى استخدام سلالم هيدروليكية لمحاصرة النيران من مستوى أعلى، لا سيما أسطح المحال التجارية والباكيات.
ورفض الضابط تقدير الخسائر المبدئية للحريق مؤكدا: "مش هينفع نعمل حاجة دلوقتي لازم ننتهي من عملية التبريد الأول" تزامنا مع وصول عشرات السيارات التابعة للحي، لرفع مخلفات الحريق التي تفترش أرض السوق المتفحمة بالكامل، لضمان عدم تجدده مرة أخرى.
أما عن أصحاب المحلات التجارية والباكيات، فقد انقسموا على فريقين، أصر أحدهما على الوجود داخل السوق المتفحمة برفقة قوات الحماية المدنية، بينما فقد الفريق الآخر الأمل، وانصرفوا بسبب خسائرهم الفادحة جراء الحريق الذي قدره أحدهم بنحو 500 كشك صغير.
ما أن تطأ قدماك مدخل السوق من جهة شارع الأزهر، حتى تقع عيناك على قبة عفّى عليها الزمن، تفحمت أعمدتها، وتحولت الأرضية إلى بركة من الماء وأخشاب متفحمة لا يستطيع الإنسان العادي السير بقدمه لمسافة تتجاوز المترين فيها رغم وجود بالوعات صرف تم فتحها بواسطة رجال الحماية المدنية، لكن دون جدوى.
ورغم السيطرة على الحريق فإن جهود رجال الدفاع المدني بإدارة الحماية المدنية بالقاهرة لم تتوقف، ورصدت "التحرير" قيام بعض رجال الإطفاء بكسر أبواب "صاج" لعدد من المحلات الواقعة في مقدمة السوق للتأكد من إخماد الحريق تماما، لا سيما أن السوق تضم مئات الأكشاك المتلاصقة.
وتسبب الحريق في توقف حركة المرور في الاتجاه الآتي من العتبة إلى الأزهر مقابل سيولة مرورية في الاتجاه المقابل وسط انتشار رجال المرور لتسيير حركة السيارات.
وفي الوقت نفسه اضطر عدد كبير من أصحاب المحلات المتاخمة لموقع الحريق إلى إغلاق أبوابها رغم عدم تضررها من النيران، كما افترش بعض الباعة بضائعهم في الجهة المقابلة.
ووصل فريق من النيابة العامة، يرافقهم رجال المعمل الجنائي؛ لإجراء معاينة لموقع الحريق والوقوف على ملابساته كاملةً.