وبعنوان "عودة إلى السنوات الجميلة في العلاقات بين القاهرة وتل أبيب"، لفت عامير إلى أن "غصن الزيتون" يصف محاولات اختراق الحواجز البيروقراطية والإدارية بين الشعبين المصري والإسرائيلي، مضيفًا أنه في اليوم الذي أعلن فيه الرئيس السادات في مجلس الشعب المصري - نيته زيارة القدس، بدأ شامير
وبعنوان "عودة إلى السنوات الجميلة في العلاقات بين القاهرة وتل أبيب"، لفت عامير إلى أن "غصن الزيتون" يصف محاولات اختراق الحواجز البيروقراطية والإدارية بين الشعبين المصري والإسرائيلي، مضيفًا أنه في اليوم الذي أعلن فيه الرئيس السادات في مجلس الشعب المصري - نيته زيارة القدس، بدأ شامير في كتابة يوميات كانت العمود الفقراء لكتاب (غصن الزيتون).
أشار عامير، إلى أن الكتاب ملئ بحوارات رائعة مع كتاب وأكاديميين وطلاب ومثقفين مصريين، كما يتضمن تحليلات وملاحظات سياسية واجتماعية وثقافية تتعلق بكل من الشعبين المصري والإسرائيلي، موضحًا أن الكتاب يعد تحليلًا رائعًا ومفيدًا كُتب بقلم باحث عن السلام ويطمح في التقريب بين الشعبين.

أوضح عامير، أن "غصن الزيتون" يعطي فرصة للوقوف على اتجاهات صائغي الرأي العام، وكشف مواقف العديد من الشخصيات غير المعروفة للجمهور الإسرائيلي، مستدركًا: "شامير من أبرز الخبراء بالشأن المصري، وأقام المركز الأكاديمي الإسرائيلي وأداره على مدار عامين، بعدها عمل كسفير لتل أبيب بالقاهرة، لكنه يرى أن أفضل أنجاز قام به هو إقامته للمركز، كما أن المهمة لم تكن بالسهلة، فقد كان هناك عراقيل وحواجز بيروقراطية مرهقة وتصيب بالإحباط واليأس، كما كان هناك حواجز من نوع آخر تتمثل في العقليات والمخاوف المتعددة لدى الجانب المصري".
أشار عامير، إلى أن السفير يصف في مؤلفه الحواري القاهرية والنخبة المصرية وحتى الإنسان العادي في الشارع والسوق، كما يتحدث عن النيل والمدينة الرائعة، مردفًا: "إقامة المركز الأكاديمي الإسرائيلي جاءت بموافقة مصر كما هو مفهوم، لكن لكي يتم إنشاء الأخير كان لابد من عمل دبلوماسي معقد وممارسة ضغوط قام به شامير وأنصاره، كما أن المركز أقيم عام 1982، واهتم شامير وزوجته دانيلا بالاهتمام بكل التفاصيل؛ بداية من تأجير المكان مرورا بتزويده بالأثاث وحتى إنشاء مكتبة للبحث والقراءة، وقاعدة للأحداث والفعاليات وغيرها".

وقال إن "المركز هو قاعدة بحثية هدفها مساعدة الباحثين المصريين والإسرائليين، وقد تضمن من ضمن فعالياته دعوة باحثين وأكاديميين في كل المجالات، وكتّاب ومفكرين لإلقاء محاضرات هناك والالتقاء بطلاب وباحثين مصريين، لقد حللت ضيفًا على المركز عدة مرات وكنت شاهدًا على ما يقوم به رؤساء الأخير الذين فتحوا لي نافذة على الأكاديميين والمفكرين والكتاب المصريين، على مدار السنوات وسعت من دائرة معارفي المصرية، وبعد صدور روايتي (ياسمين) في مصر، حظيت بمقابلة كبير الأدباء المصريين، نجيب محفوظ، وخضنا في حديث طويل وملهم".
وأوضح أن "المركز يعمل تحت رعاية الأكاديمية الوطنية للعلوم في إسرائيل، والتي دعمته حتى في فترات الأزمات والتدهور في العلاقات بين القاهرة وتل أبيب"، لافتًا إلى أن "المركز ورؤساءه لا يهتمون بالقضايا السياسية، كما يمتنعون عن اتخاذ أي خطوة من شأنها أن تفسير كانحراف عن مهامهم الأكاديمية".
ولفت إلى أنه "بطبيعة الحال يخضع المركز للرصد والمتابعة من قبل السلطات المصرية، في الوقت الذي يشوه فيه معارضو السلام والتطبيع المصريون سمعة المركز ويطالبون بإيقاف نشاطاته، ويرون فيه بعثة للتجسس و العمالة لصالح تل أبيب، وكان رؤوساء المركز والسفير مضطرين إلى صد هذه الهجمات، التي ليس لها أي أساس من الصحة".

وختم: "كل تغيير في العلاقات المصرية الإسرائيلية يؤثر على نشاطات المركز وبالتأكيد على عدد زائريه؛ مع إكمال تل أبيب انسحابها من سيناء سادت روح طيبة وازدهار في العلاقات مع القاهرة، خاصة فيما يتعلق بتبادل المعارض والسائحين، كما قل تصوير إسرائيل بشكل شيطاني، وزاد عدد مؤيدي السلام، اليوم لم يعد هناك شيئا باقيا من هذه الروح، السلام مستمر، سواء كان باردا أم دافئًا، المهم أنه قائم.. كِتاب غصن الزيتون هو شهادة بقلم مصدر أول وموثوق، وليس من فراغ قال شامير وزوجته أن سنواتهم في المركز الأكاديمي الإسرائيلي بالقاهرة هي أجمل أعوام قضاها الاثنان في حياتيهما، لقد كانت هذه السنوات أيضا الأجمل في علاقات مصر وإسرائيل".