نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، تقريرا عن مدى تأثيرالهجرة المصرية لدول الخليج على نتائج الانتخابات البرلمانية في 2012 والتي أسفرت عن اكتساح أحزاب التيار الديني في مصر.
وبدأ التقرير أن الصحيفة، بعد فترة قصيرة من الجولة الأولى للانتخابات البرلمانية في 2012، قامت باستطلاع
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، تقريرا عن مدى تأثيرالهجرة المصرية لدول الخليج على نتائج الانتخابات البرلمانية في 2012 والتي أسفرت عن اكتساح أحزاب التيار الديني في مصر.
وبدأ التقرير أن الصحيفة، بعد فترة قصيرة من الجولة الأولى للانتخابات البرلمانية في 2012، قامت باستطلاع حوالي 1100 مصري في المدن الحضرية، وذكرت أن 20% من العينة العشوائية كانوا من أفراد عائلات مغتربة أو على صلة بهم، العاملين بالخارج في احدى مدن الخليج لمدة 6 أشهر وليس أقل.

وأسردت الصحيفة الأسباب وراء ذلك؛ موضحةً أن الهجرة للمكلة العربية السعودية بدأت تكتسب زخما وسط العمالة المصرية في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، وازدادت معدلاتها خاصة بعد حظر البترول في 1974؛ فتنوعت الوظائف التي تقلدها المصريين بين مناصب بيروقراطية رفيعة المستوى إلى تقلد العمالة الغير ماهرة لمناصب في مشروعات للتنمية.
متابعةً، لا شك أن الأسباب السياسية تلعب دورا في الهجرة لدول الخليج العربي؛ فمع الاضطهاد الذي عانى منه الإخوان المسلمون في مصر على يد النظام الاشتراكي القومي للرئيس جمال عبد الناصر، والذي دفع ببعض اتباعهم ومريديهم للهجرة إلى الدول النائشة حديثا في منطقة الخليج العربي والدول الغنية بالبترول في الخمسينيات والستينيات.
في حين أنه لاقى ذلك ترحابا من الأنظمة الخليجية وبالذات السعودية؛ لضمان ولائهم لأنظمتهم وعدم تدخلهم في الشئون الداخلية للبلاد، إذ اعطت السعودية الأولوية للمهاجرين العرب لدرجة تصل إلى 90%.
وأردفت "واشنطن بوست"، أنه مع انخفاض سعر البترول في أواخر عام 1990 بسبب حرب الخليج، انخفضت العمالة المهاجرة من "العرب" إلى السعودية، لكن ظلت الهجرة المصرية نشطة؛ خاصة بسبب مشاركة المصريين في التحالف ضد صدام حسين.

وذكرت الصحيفة، أن الإحصائيات الرسمية الصادرة أواخر 1990 تفيد بأن المصريين بلغ عددهم في السعودية 900 ألف ويليهم في الترتيب اليمنيين الذي بلغ عددهم 700 ألف، ثم حوالي 700 ألف من الفلسطنيين والأردنيين.
وشكل المصريون نسبة كبيرة من عدد السكان الغير خليجين في دول مثل الكويت والإمارات؛ ليصل عددهم 400 ألف في 2004.
وتابعت، أن عائلات المغتربين في الخليج العربي صوتوا للأحزاب الكبرى في مصر الحرية والعدالة والنور السلفي، في حين قام 30% من الغير مغتربين صوتوا لحزب الحرية والعدالة، لكن الكتلة الأكبر كانت من عائلات المغتربين؛ وجاء تفصيلاً من حيث بلد المقصد؛ 32% من الذين سبق لهم الاغتراب في السعودية صوتوا للحرية والعدالة، و 45% و52% ممن كانوا في الكويت والإمارت معاً.
وأختتمت، بأن الأمر كذلك بالنسبة لحزب النور السلفي، فالدعم الأكبر كان من العائلات التي هاجرت إلى السعودية، بينما شكل 15% من المصوتيين لحزب النور من الغير المغتربين.